٣. (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ). (١)
إنّ مجموع هذه الآيات يشهد على أنّ أحد الأهداف لبعثة الأنبياء هو تحقيق معرفة الإنسان بالمبدإ والمعاد بنحو إذا لم يكن الأنبياء في أوساط المجتمع لا يتحقق ذلك الهدف إلّا نادراً ، وكما ذكرنا سابقاً إنّه ومع كلّ هذا التطور الحضاري والقفزة الصناعية والعلمية ما زال الإنسان متمسّكاً بالشرك والوثنية ، وما زال المسيحيون يعتقدون ألوهية المسيح.
فيا ترى كيف يكون مسير البشرية بالنسبة إلى المبدأ والمعاد إذا لم يبعث في أوساطهم أمثال هؤلاء المعلّمين الإلهيّين؟! ويكفيك أن تفكر في عمق الفاجعة التي تحل بالبشرية حينئذٍ.
وبالإضافة إلى الآيات التي ذكرناها فإنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة المعصومينعليهمالسلام قد أشاروا إلى هذا الهدف من بعثة الأنبياء في مطاوي أحاديثهم عليهمالسلام ، وها نحن نذكر بعض تلك الكلمات لتوضيح ذلك الهدف.
يقول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في ضمن حديث :
«ولا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً ولا رَسُولاً حتّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلُ ، وَيَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ عُقُولِ أُمَّتِهِ». (٢)
ويقول أمير المؤمنين عليهالسلام :
«إلى أنْ بَعَثَ اللهُ سُبحانَهُ مُحَمَّداً رسول اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لإنْجازِ عِدَتِهِ وَتَمام نُبُوَّتِهِ ... وَأَهْل الأَرضِ يَومَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ وَأَهْواءٌ مُنْتَشِرَةٌ
__________________
(١). الأعراف : ٦٥.
(٢). الكافي : ١ / ١٣ ، كتاب العقل والجهل ، الحديث ١١.