بأنفسهم لمسند القضاء ، أو يكون ذلك بصورة غير مباشرة ، وذلك من خلال تعيين ونصب القضاة الصالحين في المجتمع.
ولقد أشارت بعض الآيات المباركة إلى منهجية وطريقة القضاء عند داود وسليمانعليهماالسلام حيث قال سبحانه وتعالى في وصفهما :
(... وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ...). (١)
ولم ينفرد داود وسليمان عليهالسلام بهذا المنصب والمقام ـ القضاء والحكومة ـ بل أنّ هناك بعض الآيات التي يستفاد منها أنّ بعض أبناء إبراهيم عليهالسلام قد امتلكوا ذلك المقام السامي والشامخ يقول سبحانه :
(... فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً). (٢)
ومن المسلّم به أنّه لا يمكن أن نتصوّر وجود سلطان واسع وملك عظيم خالياً من النزاعات والخصومات ومن ثمّ خالياً عن القضاء والحكم.
يقول الله سبحانه في حقّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو أحد أبناء إبراهيم عليهالسلام :
(... وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). (٣)
وفي آية أُخرى يقول سبحانه :
(... فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ...). (٤)
__________________
(١). الأنبياء : ٧٩.
(٢). النساء : ٥٤.
(٣). المائدة : ٤٢.
(٤). المائدة : ٤٨.