إذا أُفيض عليهم ذلك فإنّهم سيستفيدون من هذا اللطف لتهذيب الفرد والمجتمع.
صحيح انّنا لن نطّلع على جميع جزئيات تاريخ الأنبياء ، ولكنّ في نفس الوقت تكون مثل تلك القابليات والاستعدادات عاملاً مؤثراً في إفاضة اللطف الإلهي عليهم.
٢. علم الله سبحانه ووقوفه على ضمائرهم ونيّاتهم ومستقبل أمرهم ، وعلمه أنّهم ذوات مقدّسة لو أُفيضت إليهم تلك الموهبة لاستعانوا بها في طريق الطاعة ولسعوا وبشكل يبعث على الإعجاب والدهشة في الإصلاح الفردي والاجتماعي.
فهذه العوامل التي يكون بعضها واقعاً في إطار الاختيار وبعضها الآخر خارجاً عن اختيارهم توجد القابليات والأرضية المناسبة والصالحة لإفاضة وصف العصمة عليهم وانتخابهم لذلك المقام السامي ، ولا شكّ حينئذٍ تكون العصمة مفخرة للنبي باعتبار أنّه باختياره وبجهاده قد وفّر قسماً من تلك الأسباب الدخيلة في الإفاضة.
وفي الختام لا بدّ من الإشارة إلى نكتة مهمة وهي : لا ريب أنّ إفاضة العصمة في المراحل الأُولى لأولياء الله ، وهي مرحلة العصمة في دور الطفولة خارجة عن إطار بعض تلك الشرائط كالمجاهدات قبل البعثة ، بل انّ تلك الشروط مؤثرة في المراحل العليا من العصمة.
وعلى هذا الأساس يمكن التعرف على أهمية العامل الرابع (علم الله ووقوفه ...) من خلال بعض الزيارات والأدعية ، فقد ورد في زيارة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) :