(... وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ). (١)
لا ريب أنّنا إذا نظرنا إلى عظمة المقام الإلهي ونظرنا إلى العمل الصادر من الأولياء نجد أنّ مثل هذه التعابير طبيعية جداً ولكنّها في نفس الوقت من المستحيل أن تكون دليلاً على ارتكاب الذنب والمعصية ، انّ الأولياء والصالحين العظام حينما يصدر منهم ترك الأولى نجدهم يستعظمون ذلك ويلجئون إلى الله بالتضرع والدعاء وكأنّهم قد ارتكبوا ذنباً كبيراً.
نعم انّ ترك الأولى من الإنسان العارف ـ بالنسبة إلى معرفته ـ يُعدُّ ذنباً عرفانياً وإن لم يكن ذنباً شرعياً. ومن هذا المنطلق فاللائق بشأن آدم عليهالسلام في مقابل كلّ هذا اللطف العظيم أن يظهر الندم والتوبة ويطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى والتصميم على أن لا يصغي لكلام غير الله سبحانه. (٢)
__________________
(١). الأعراف : ٢٣.
(٢). منشور جاويد : ١١ / ٨٥ ـ ٩٢.