المعجزة الخالدة والآية العظمى للرسول الأكرم «القرآن الكريم» ، لأنّهم لم يكونوا يصدقون أنّ الله سبحانه وتعالى سيوحي إلى إنسان منهم بذلك الكتاب العظيم ، وتلك الرسالة الباهرة التي يرشدهم فيها الرسول إلى الهدى ويحذرهم من طريق الضلال والانحراف ، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في الآية المباركة التالية :
(أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ...). (١)
ولذلك سعى المجتمع الجاهلي لتوجيه تلك المعجزة الخالدة «القرآن الكريم» بصورة يفصلها عن عالم الغيب وعالم التعليم والهداية الإلهية ولقد ذكروا في هذا المجال العديد من التفسيرات والتحليلات الواهية النابعة من وهمهم وخيالهم الواهي.
وقد أشار القرآن الكريم إلى نماذج من تلك الخيالات الواهية والأفكار الساذجة في عدد من الآيات نشير إلى بعضها قال تعالى :
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً). (٢)
وقال تعالى أيضاً حاكياً تلك الخيالات الباطلة : (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً). (٣)
ففي هاتين الآيتين إشارة إلى نوعين من التهم التي أُلصقت بالنبي الأكرمصلىاللهعليهوآلهوسلم وهي :
__________________
(١). يونس : ٢.
(٢). الفرقان : ٤.
(٣). الفرقان : ٥.