سبع منها جاء بصورة «المفرد» ، وخمس منها جاء بنحو «الجمع» ، وفي جميع تلك الموارد جاءت لفظة الإمام وصفاً لأشياء متعدّدة نذكرها على نحو الإجمال :
١. الإنسان : وهو الشخص الذي يتحمّل مسئولية إمامة وقيادة مجموعة من الناس ، قال سبحانه : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً). (١)
فتارة يكون هذا الإمام مفيداً ونافعاً للمأمومين وللتابعين كما في المثال الذي ورد في الآية الكريمة ، وتارة أُخرى يكون هذا الإمام مضراً لتابعيه إلى حد يوردهم المهالك ويوقعهم في المهاوي في الدارين الدنيا والآخرة ، كما يقول سبحانه : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ). (٢)
فالإمام بكلا مصداقيه سواء أكان إمام حقّ أم باطل لا يختصّ بهذا العالم ، بل هما يتحمّلان مسئولية الإمامة في الدارين ، كما يقول سبحانه وتعالى وبصورة شاملة : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ...). (٣)
ويقول في خصوص إمامة فرعون : (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ...). (٤)
٢. الكتاب : قال تعالى : (... وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً ...). (٥)
٣. الطريق : قال تعالى : (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ). (٦)
ففي هذه الآية عبّر عن «الطريق» بلفظ الإمام ، وذلك لأنّ المسافر يتّخذ من الطريق إماماً وهادياً له ويتبعه للوصول إلى المقصد الذي يريده.
__________________
(١). البقرة : ١٢٤.
(٢). القصص : ٤١.
(٣). الإسراء : ٧١.
(٤). هود : ٩٨.
(٥). هود : ١٧.
(٦). الحجر : ٧٩.