الأدوات ، كقولنا : «زيد قائم» أو «زيد عالم» ونحوهما.
الثّاني : في معنى هيئة القضايا الحمليّة المؤوّلة ، وهي الّتي تشتمل على الأدوات كقولنا : «زيد في الدّار» أو «زيد على السّطح» ونحوهما.
أمّا الأوّل : فالحقّ فيه أنّ الهيئة إنّما وضعت للحكاية عن العينيّة والهوهويّة.
توضيح ذلك : قد تقرّر في محلّه أنّ الحمل على قسمين :
أحدهما : الحمل الأوّليّ الذّاتيّ ، وهو فيما إذا اتّحد الموضوع والمحمول في الماهيّة والمفهوم ، على تفصيل وتنقيح قرّر في محلّه.
ثانيهما : الحمل الشّائع الصّناعي ، وهو فيما إذا تغاير الموضوع والمحمول في المفهوم واتّحدا في الوجود ؛ وهذا ، إمّا يكون حملا شائعا بالذّات إذا كان الموضوع مصداقا حقيقيّا للمحمول ، نظير : «البياض أبيض» و «الحرارة حارّة» و «البرودة باردة» ونحوهما.
وإمّا يكون حملا شائعا بالعرض إذا كان الموضوع مصداقا عرضيّا للمحمول نظير : «الجسم أبيض» أو «الجسم أخضر» أو غيرهما.
وليعلم : أنّ مقتضى التّحقيق في المقام ما أفاده الإمام الرّاحل قدسسره (١) : من أنّه ليس في الحمليّات الأوّليّة الذّاتيّة نسبة وربط في الخارج ، بل المحمول فيها ، إمّا هو عين الموضوع ، أو الحدّ له ، الّذي لا فرق بينه وبين الموضوع ، إلّا بالإجمال والتّفصيل ، وكذا الحال في الحمليّات الشّائعة الصّناعيّة بالذّات ؛ إذ مثل : «البياض أبيض» يرجع إلى : «البياض بياض» ، بلا ربط ونسبة في البين ، ونظيره : «الوجود موجود» أو «الله
__________________
(١) راجع ، مناهج الوصول : ج ١ ، ص ٨٧.