٨ ـ (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
«الحق» : نعت للوزن ، و «الوزن» : مبتدأ ، و «يومئذ» : خبره.
وإن شئت جعلت «الحق» خبرا عن «الوزن» ، و «يومئذ» ظرف ماض تنصبه ب «الوزن».
ويجوز نصب «الحق» على المصدر ، و «يومئذ» خبر «الوزن».
وإن شئت نصبت «يومئذ» على الظرف للوزن ، فهو عامل فيه ، وإن شئت على المفعول ، على السعة.
و «يومئذ» فى صلة المصدر فى الوجهين جميعا.
وإذا جعلت «يومئذ» خبرا عن «الوزن» لم يكن فى الصلة ، وانتصب بمحذوف قام «يومئذ» مقامه ؛ تقديره : والوزن الحق ثابت يومئذ ؛ أو مستقر يومئذ ، ونحوه. ويحسن أن يكون «الحق» ، على هذا الوجه ، بدلا من المضمر الذي فى الظرف ، ولا يحسن تقديمه على الظرف.
وإن جعلت «الحق» نعتا للوزن ، والظرف خبرا للوزن ، جاز تقديم «الحق» على الظرف ، ولا يجوز تقديم «الحق» على «الوزن» فى الوجهين.
فإن جعلت «الحق» خبرا ل «الوزن» جاز تقديمه على «الوزن» ؛ ولا يجوز تقديمه على الظرف ، لأن الظرف فى صلة «الوزن» ، وليس «الحق» الذي هو خبر «الوزن» فى صلته ، فلا تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء.
١٠ ـ (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ)
«معايش» : جمع معيشة ؛ ووزنه : مفاعل ، ووزن «معيشة» : مفعلة ؛ وأصلها : معيشة ، ثم ألقيت حركة الياء على العين ، والميم زائدة ، لأنه من «العيش» ، فلا يحسن همزها ، لأنها أصلية ، كان أصلها فى الواحد الحركة ، ولو كانت زائدة أصلها فى الواحد السكون ، لهمزتها فى الجمع ، نحو : سفائن ؛ واحدها : سفينة ، على فعيلة ، فالياء زائدة وأصلها السكون ، وكذلك تهمز فى الجمع إذا كان موضع الياء ألفا ، أو واوا ، زائدتين ، نحو : عجائز ، ورسائل ؛ لأن الواحد : عجوز ، ورساله.
وقد روى خارجة عن نافع : همز «معايش» ، ومجازه أنه شبه الياء الأصلية بالزائدة ، فأجراها مجراها ، وفيه بعد ، وكثير من النحويين لا يجيزه.
«قليلا ما تشكرون» : مثل : «قليلا ما تذكرون» الآية : ٣