«فما لكم» : ما ، فى موضع رفع بالابتداء ، وهى استفهام معناه التوبيخ والتنبيه ، «ولكم» : الخبر والكلام تام على «لكم» ؛ والمعنى : أي شىء لكم فى عبادة الأصنام؟
٣٧ ـ (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي
بَيْنَ يَدَيْهِ)
خبر «كان» مضمر ؛ تقديره : ولكن كان تصديق ، ففي «كان» اسمها. هذا مذهب الفراء والكسائي ، ويجوز عندهما الرفع على تقدير : ولكن هو تصديق.
٤٤ ـ (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
الاختيار عند جماعة من النحويين إذا أتت «لكن» مع الواو أن تشدد ، وإذا كانت بغير واو قبلها أن تخفف.
قال الفراء : لأنها إذا كانت بغير واو قبلها أشبهت «بل» فخففت ، فتكون مثلها فى الاستدراك ، وإذا أتت الواو قبلها خالفت فشددت.
وأجاز الكوفيون إدخال اللام فى خبرها «كأن».
ومنعه البصريون لمخالفة معناها معنى «أن» ، فمن شددها أعملها فيما بعدها فنصبه بها ؛ لأنها من أخوات «أن» ، ومن خففها رفع ما بعدها على الابتداء وما بعدها خبره.
٤٥ ـ (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ)
الكاف ، فى «كان» وما بعدها : فى موضع نصب صفة ل «يوم» ؛ وفى الكلام حذف ضمير يعود على الموصوف ؛ تقديره : كأن لم يلبثوا قبله ، فحذف «قبله» فصارت الهاء متصلة ب «لبثوا» فحذفت لطول الاسم ، كما تحذف من الصلات.
ويجوز أن يكون الكاف من «كان» فى موضع نصب ، صفة لمصدر محذوف ، تقديره : ويوم يحشرهم حشرا كأن لم يلبثوا قبله إلا ساعة.
ويجوز أن يكون ، «الكاف» فى موضع نصب على الحال من ، «الهاء والميم» ، فى «يحشرهم» ، والضمير فى «يلبثوا» راجع على صاحب الحال ، ولا حذف فى الكلام ؛ وتقديره : ويوم يحشرهم مشبهة أحوالهم أحوال من لم يلبث إلا ساعة ، والناصب ل «يوم» : «اذكر» مضمرة.