١٩٦ ـ (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)
«فما استيسر من الهدى» : ما ، فى موضع رفع بالابتداء ؛ أي : فعليه ما استيسر.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب ، على تقدير : فليهد ما استيسر.
١٩٧ ـ (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ)
«الحج أشهر معلومات» : ابتداء وخبر ، وفى الكلام حذف مضاف ، فيكون الابتداء هو الخبر فى المعنى ؛ تقديره : أشهر الحج أشهر معلومات ، ولو لا هذا الإضمار لكان القياس نصب «أشهر» على الظرف ، كما تقول : القيام اليوم ، والخروج الساعة.
«فلا رفث ولا فسوق» : من نصب فعلى التبرية ، مثل : لا ريب فيه ؛ ومن رفع جعل «لا» بمعنى «ليس» ، وخبر «ليس» محذوف ؛ أي : ليس رفث فيه.
١٩٨ ـ (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ
عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ)
«عرفات» : أجمع القراء على تنوينه ؛ لأنه اسم لبقعة ، وقياس النحو أنك لو سميت امرأة ب «مسلمات» لتركت التنوين على حاله ولم تحذفه ؛ لأنه لم يدخل فى هذا الاسم فرقا بين ما ينصرف وما لا ينصرف ، وإنما هو كحرف من الأصل. وحكى سيبويه أن بعض العرب تحذف التنوين من «عرفات» ، لما جعلها اسما معرفة حذف التنوين ، وترك التاء مكسورة فى النصب والخفض.
وحكى الأخفش والكوفيون فتح التاء من غير تنوين فى النصب والخفض ، أجروها مجرى هاء التأنيث ، فى : فاطمة ، وعائشة.
«كما هداكم» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف ، أي : هديا كهديكم
٢٠٠ ـ (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً)
«كذكركم آباءكم» : الكاف ، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف ، أي : ذكرا كذكركم.
ويجوز أن تكون الكاف فى موضع الحال من المضمر فى «فاذكروا» ؛ أي : فاذكروه مشبهين ذكركم آباءكم «أو أشد ذكرا» : أشد ، فى موضع خفض عطف على «كذكركم».
ويجوز أن يكون منصوبا على إضمار فعل ؛ تقديره : واذكروه ذكرا أشد ذكرا من ذكركم لآبائكم ، فيكون نعتا لمصدر فى موضع الحال ؛ أي : اذكروه مبالغين فى الذكر له.