الإصلاح ومحاربة الظلم والتعسف ، كذلك طالب الدعاة بالدعوة إلى الإصلاح ، ويقصد به الدعوة إلى الكتاب والسنة. وقد أدت هذه الشعارات إلى ازدياد عدد المؤيدين للدعوة في خراسان للرضا من آل محمد ، وانتشارها في بلاد فارس وخراسان وخوارزم وبلاد ما وراء النهر» (١).
سقوط الدولة الأموية :
توفي الإمام محمد بن علي بن عبد الله حامل لواء الدعوة العباسية سنة ١٢٥ ه بعد أن أوصى بالأمر من بعده لابنه إبراهيم.
وفي عهد إبراهيم دخلت الدعوة العباسية طور الصدام الحربي مع الأمويين ، وقيض لها شخصيتان بارزتان يرجع إليهما الفضل الأكبر في نجاح الدعوة العباسية ، هما : أبو سلمة الخلال الذي تولى رئاسة الدعوة خلفا لبكير بن ماهان ، وأبو مسلم الخراساني الذي قاد الجيوش العباسية إلى النصر والقضاء على الدولة الأموية.
إذ لم تدم السرية التي أسبغها العباسيون على دعوتهم ، بل أميط عنها اللثام في عهد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية (١٢٧ ـ ١٣٢ ه) حيث وقع على رسالة لإبراهيم الإمام إلى أبي مسلم الخراساني ، فقبض مروان على إبراهيم وسجنه ثم قتله.
وكان إبراهيم قد عهد إلى أخيه أبي العباس السفاح (٢) وأوصاه بمواصلة الدعوة والمسير إلى الكوفة ، فلما قتل إبراهيم الإمام سار رسوله إلى الحميمة وسلم وصيته إلى أبي العباس الذي توجه إلى الكوفة ومعه كبار بني هاشم من ولد العباس ، وفيهم أخوه أبو جعفر المنصور حيث أنزلهم أبو سلمة الخلال داعي الدعاة في دار لأحد أتباعه وكتم أمرهم نحوا من أربعين ليلة ، وحاول أن يصرف الأمر إلى آل علي بن أبي طالب عند ما بلغه نبأ وفاة إبراهيم الإمام ولكنه أخفق في هذه المحاولة ، واضطر إلى مبايعة أبي العباس السفاح بالخلافة (٣).
ولم يستطع والي الكوفة آنذاك محمد بن خالد بن عبد الله القسري مواجهة العباسيين
__________________
(١) د / السيد عبد العزيز سالم ، العصر العباسي الأول ص ٢٨.
(٢) انظر : الكامل لابن الأثير (٥ / ٤٠٨ ـ ٤١٧) ، (٥ / ٤٢٢ ، ٤٢٣).
(٣) ينظر : ترجمته في : شذرات الذهب (١ / ١٨٣ ، ١٩٥) فوات الوفيات (٢ / ٢١٥ ـ ٢١٦) ، البداية والنهاية (١٠ / ٥٢ ، ٥٨) ، تاريخ الطبري (٧ / ٤٢١) ، تاريخ خليفة (٤٠٩) ، تاريخ بغداد (١٠ / ٥٣) ، تاريخ الكامل لابن الأثير (٥ / ٤٠٨) ، سير أعلام النبلاء (٦ / ٧٧) ، مروج الذهب (٣ / ٢٦٦) ، المعارف (٣٧٧) ، أنساب الأشراف (٣ / ١٨٣) ، تاريخ الموصل (١٦١) ، تاريخ بغداد (١٠ / ٥٣) ، الوافي بالوفيات (١٧ / ٤٣٣) ، تاريخ الخلفاء (٢٠٦) ، الذهب المسبوك للمقريزي (٣٦).