عشرة مسألة ، منها معنوي ست مسائل والباقي لفظي ، وتلك الستة المعنوية لا تقتضي مخالفتهم لنا ولا مخالفتنا لهم.
قلت : ومطلع القصيدة التي ذكرها السبكي هي :
الورد خدّك صيغ من إنسان |
|
أم في الخدود شقائق النّعمان |
والسيف لحظك سلّ من أجفانه |
|
فسطا كمثل مهنّد وسنان |
تالله ما خلقت لحاظك باطلا |
|
وسدى تعالى الله عن بطلان (١) |
ثم ذكر في البيت التاسع والستين وما بعده :
هذا اعتقاد مشايخ الإسلام وه |
|
والدّين فلتسمع له الأذنان |
الأشعري عليه ينصره ولا |
|
يألو جزاه الله بالإحسان |
وكذاك حالته مع النعمان لم |
|
ينقض عليه عقائد الإيمان |
يا صاح إن عقيدة النعمان وال |
|
أشعري حقيقة الإتفان |
فكلاهما والله صاحب سنّة |
|
بهدى نبيّ الله مقتديان |
لا ذا يبدّع ذا ولا هذا وإن |
|
تحسب سواه وهمت في الحسبان |
من قال إن أبا حنيفة مبدع |
|
رأيا فذلك قائل الهذيان |
أو ظنّ أن الأشعريّ مبدّع |
|
رأيا فذلك قائل الهذيان |
أو ظنّ أن الأشعريّ مبدّع |
|
فلقد أساء وباء بالخسران |
كلّ إمام مقتد ذو سنّة |
|
كالسيف مسلولا على الشيطان |
والخلف بينهما قليل أمره |
|
سهل بلا بدع ولا كفران |
فيما يقل من المسائل عدّه |
|
ويهون عند تطاعن الأقران |
ولقد يئول خلافها إمّا إلى |
|
لفظ كالاستثناء في الإيمان (٢) |
ويدلنا النظر في كتب العقائد وتأمل مصنفات الأصول أن ما بينهما من خلاف إنما هو خلاف فرعي لا يمس شيئا من الأصول.
وفيما يلي نجمل المسائل التي كانت محل خلاف بين الأشاعرة والماتريدية ، ثم نذكر نبذة يسيرة عن كل مسألة : مع بيان المسائل المختلف فيها لفظا والمختلف فيها معنى.
فأما المسائل المختلف فيها لفظا فهي :
١ ـ السعادة والشقاء.
__________________
(١) ينظر : طبقات الشافعية للسبكي (٣ / ٣٧٩).
(٢) ينظر : طبقات الشافعية للسبكي (٣ / ٣٨٣).