الخامس : تكليف يدل على إباحة ما ورد به من غير وجوب ولا حظر ولا كراهة ولا استحباب ؛ مثل قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) [البقرة : ١٨٧].
أركان التكليف :
وللتكليف ثلاثة أركان :
الأول : المكلّف.
الثاني : المكلّف.
الثالث : المكلّف به.
مراتب التكليف :
وهما مرتبتان :
الأولى : التكليف بما يطاق.
الثانية : التكليف بما لا يطاق.
أما رأي الماتريدية والأشاعرة في المسألة فهو كما يلي :
الماتريدية :
يذهبون إلى عدم جواز أن يكلف الله تعالى عباده بما لا يطيق العباد ، فالماتريدية يرون أن التكليف يكون فيما يقدر على إتيانه ، أما غير المقدور على إتيانه فلا تكليف فيه.
يقول الماتريدي : «تكليف ما لا يطاق لوقت الفعل قبيح في العقل».
الأشعرية :
ويذهب الأشاعرة إلى أن قدرة الله تبارك وتعالى قدرة مطلقة ، ويجوز لله أن يكلف عباده بما لا يطيقون.
يقول أبو بكر الباقلاني : «يجوز لله أن يكلف عباده ما لا يطيقون ، إلا أن التكليف بما لا يطاق على نوعين :
أحدهما : العجز أصلا عن الفعل ، وذلك ينتفي التكليف به لوجود مانع ، وهو العجز.
الثاني : إذا كان المراد عدم القدرة على الفعل لتركه والاشتغال بضده ، فذلك جائز
__________________
ـ «ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق» ورجح أبو حاتم في العلل (١ / ٤٣١) الرواية المرسلة على الموصولة حيث قال : إنما هو محارب عن النبي صلىاللهعليهوسلم مرسل.