اليسير.
وكذلك فسر الرسول صلىاللهعليهوسلم القوة بالرمي في قوله سبحانه : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الأنفال : ٦٠](١).
وأحيانا كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يفسر بنفسه المعنى دون أن يوجه إليه سؤال من أحد الصحابة ، من ذلك ما أخرجه الترمذي عن أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في تفسير قوله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) [الفتح : ٢٦] يقول : «لا إله إلا الله» (٢).
وهناك لون من التفسير وجد في العهد النبوي ، وهو ما يمكن تسميته : التفسير بالوقائع ، وفيه تفسير الآية قبل نزولها ؛ حيث تقع واقعة ، ويسأل الصحابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وينزل الوحي بحكم هذه الواقعة المسئول عنها ، فيفهم الصحابة عن الله مراده في الآيات (٣).
__________________
ـ عزوجل : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) [الانشقاق : ٨] فقال : «وليس ذاك الحساب إنما ذاك العرض ، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب».
وأخرجه أحمد (٦ / ٤٨ و ١٥٨) ، وابن خزيمة (٨٤٩) ، من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في بعض صلاته : «اللهم حاسبني حسابا يسيرا» فلما انصرف قلت : يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال : «ينظر في كتابه ويتجاوز له عنه. إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك وكل ما يصيب المؤمن يكفر الله به عنه حتى الشوكة تشوكه».
(١) أخرجه مسلم (٣ / ١٥٢٢) كتاب الإمارة باب فضل الرمي (١٦٧ / ١٩١٧) ، وأحمد (٤ / ١٥٦) ، وسعيد بن منصور (٢٤٤٨) وأبو داود (٢ / ١٧) كتاب الجهاد باب في الرمي (٢٥١٤) ، وابن ماجه (٤ / ٣٤٧) كتاب الجهاد باب الرمي في سبيل الله (٢٨١٣) ، وأبو يعلى (١٧٤٣) ، وابن حبان (٤٧٠٩) ، والطبراني (١٧ / ٣٣٠) (٩١١) ، والبيهقي (١٠ / ١٣) من طرق عن أبي علي الهمداني عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو على المنبر : «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة. ألا إن القوة الرمي ، إلا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي» ، وأخرجه الترمذي (٥ / ١٦٤) كتاب التفسير باب (ومن سورة الأنفال) (٣٠٨٣) والطبري في تفسيره (٦ / ٢٧٥) (١٦٢٤١) و (١٦٢٤٢) من طريق صالح بن كيسان عن رجل عن عقبة بن عامر ... فذكره.
وأخرجه الحاكم (٢ / ٣٢٨) من طريق مرثد بن عبد الله عن عقبة بن عامر ... فذكره.
(٢) أخرجه : الترمذي (٥ / ٣٠٦) ، أبواب التفسير ، باب : ومن سورة الفتح (٣٢٦٥) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (٥ / ١٣٨) ، والطبري (١١ / ٣٦٤) (٣١٥٧٩) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (١ / ١٨١) ، والدار قطني في الإفراد وابن مردويه كما في الدر المنثور (٦ / ٧٧) ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب.
(٣) هذا اللون يسمى بعلم أسباب النزول ، وقد أفردت له مؤلفات عدة ، منها : أسباب النزول للنيسابوري ، وأسباب النزول للسيوطي ، وغيرهما ، ولمعرفة أسباب النزول فوائد جمة للمفسر ، فمن فوائدها : الوقوف على المعنى أو إزالة الإشكال ، قال الواحدي : «لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها ، وبيان سبب نزولها» وقال ابن دقيق العيد : «بيان سبب النزول طريق قوي ـ