يستشهد ببعض أصحابه على صدقه فيما يروي عن مولاه ، فعن عثمان بن حكيم قال : كنت جالسا مع أبي أمامة سهل بن حنيف ، إذ جاء عكرمة فقال : يا أبا أمامة ، أذكرك الله ، هل سمعت ابن عباس يقول : ما حدثكم عكرمة عني فصدقوه فإنه لم يكذب علي؟ فقال أبو أمامة : نعم.
هذا هو رد عكرمة على متهميه بالكذب ، وتفنيده لما نسب إليه من الافتراء على مولاه (١).
ثم إن كثيرا من التهم ردها علماء موثوق بهم كابن حجر ، وشهد له بعضهم وأنصفوه.
٤ ـ طاوس بن كيسان اليماني
طاوس بن كيسان اليماني الجندي ـ بفتح الجيم والنون ـ الإمام العلم ، قيل : اسمه ذكوان ؛ قاله ابن الجوزي ، روى عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وزيد بن ثابت ، وزيد ابن أرقم ، وجابر ، وابن عمرو ، وأرسل عن معاذ.
قال طاوس : أدركت خمسين من الصحابة.
وروى عنه مجاهد ، وعمرو بن شعيب ، وحبيب بن أبي ثابت ، والزهري ، وأبو الزبير ، وعمرو بن دينار ، وسليمان الأحول وخلق.
قال ابن عباس : إني لأظن طاوسا من أهل الجنة.
وقال عمرو بن دينار : ما رأيت مثله.
وقال ابن حبان : حج أربعين حجة ، وكان مستجاب الدعوة.
قال ابن القطان : مات سنة ست ومائة ، وقال بعضهم : يوم التروية ، وصلى عليه هشام ابن عبد الملك ووثقه ابن معين وغيره.
مكانته في التفسير :
بلغ طاوس من العلم مبلغا عظيما ، وكان واثقا من علمه هذا ، وكان من الورع والأمانة حتى شهد له بذلك أستاذه ابن عباس فقال فيه ما أشرنا إليه منذ قليل : إني لأظن طاوسا من أهل الجنة ، وقال فيه عمرو بن دينار : ما رأيت أحدا مثل طاوس ، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة ، وقال ابن معين : إنه ثقة.
وقد أدرك طاوس جماعة من الصحابة وروى عنهم ، وروايته عن ابن عباس أكثر وأخذ
__________________
(١) السابق (١ / ١١٠ ، ١١١).