ثم روى عنه بيان محلها : «إنّ كلّ صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهى خداج ، نقصان ، غير تمام» (١).
والفاسد لا يوصف بالنقصان ، وإنما الموصوف بمثله ما جاز مع النقصان. وبالله التوفيق.
ثم خص فاتحة القرآن بالتأمين بما سمّى بالذى ذكره خبر القسمة.
وغير الفاتحة وإن كان فيه الدعاء ، فإنه لم يخص بهذا الاسم ؛ لذلك لم يجهر به ، فالسبيل فيه ما ذكرنا فى القسمة ، مع ما كان هو أخلص بمعنى الدعاء منها.
ثم السّنّة فى جميع الدعوات المخافتة.
والأصل : أنّ كل ذكر يشترك فيه الإمام والقوم فسنته المخافتة إلا لحاجة الإعلام ، وهذا يعلم من قوله : (وَلَا الضَّالِّينَ) فيزول معناه.
وسبيل مثله المخافتة مع ما جاء به مرفوعا ومتوارثا.
وخبر الجهر يحتمل : السبق ، كما كان يسمعهم فى صلاة النهار أحيانا. ويحتمل : الإعلام ، أنه كان يقرأ به. وبالله التوفيق.
ثم جمعت هذه خصالا من الخير ، ثم كل خصلة منها تجمع جميع خصال الخير.
منها : أن فى الحرف الأول من قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢) شكرا لجميع النعم ، وتوجيها لها إلى الله لا شريك له ، ومدحا له بأعلى ما يحتمل المدح ، وهو ما ذكرنا من عموم نعمه وآلائه جميع بريّته.
__________________
ـ والحميدى (٣٨٦) والطبرانى فى الصغير (١ / ٧٨) كلهم من طريق الزهرى عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت : أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.
وقال الترمذى : حديث حسن صحيح.
(١) أخرجه مالك (١ / ٨٤) كتاب : الصلاة ، باب : القراءة خلف الإمام ، الحديث (٣٩) ، والشافعى (١ / ١٢٩) كتاب : الصلاة ، باب : القراءة بعد التعوذ ، والطيالسى (١ / ٣٣٤) ، الحديث (٢٥٦١) ، وأحمد (٢ / ٢٨٥) ، ومسلم (١ / ٢٩٧) كتاب : الصلاة ، باب : وجوب قراءة الفاتحة ، الحديث (٤١ / ٣٩٥) ، وأبو داود ، كتاب : الصلاة ، باب : من ترك قراءة الفاتحة ، الحديث (٨٢١) ، والترمذى (٢ / ٢٥) كتاب : الصلاة ، باب : لا صلاة إلا بالفاتحة ، الحديث (٢٤٧) ، والنسائى (٢ / ١٣٥) كتاب : الافتتاح ، باب : ترك قراءة البسملة فى فاتحة الكتاب ، والبيهقى (٢ / ٣٩) كتاب : الصلاة ، باب : تعيين القراءة بفاتحة الكتاب ، والبخارى فى جزء القراءة (ص ٣) ، وابن خزيمة (١ / ٢٤٧) رقم (٤٨٩). والحميدى رقم (٩٧٤) والدار قطنى (١ / ٣١٢) والطحاوى فى شرح معانى الآثار (١ / ٢١٦) وابن حبان (١٧٧٩ ـ الإحسان) كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج هى خداج هى خداج غير تام».