تمنع النهى عن الشىء.
وقوله : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها).
قيل فيه بوجوه :
قيل : «هو موليها» [يعنى الله موليها](١) ومحولها.
وقيل : «هو» يعنى المصلى ، هو موليها.
وقيل (٢) : ولى ـ أقبل وأدبر ـ (هُوَ مُوَلِّيها) هو مستقبلها.
ويقال فى قوله : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها) لكل ملة من المسلمين قبلكم جعلت قبلتها الكعبة.
وقوله : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ).
قيل فيه بوجوه :
قيل (٣) : بادروا الأمم السالفة بالخيرات والطاعات.
وقيل : (فَاسْتَبِقُوا) هو اسم الازدحام ، يقول : يبادر بعضكم بعضا بالخيرات.
ويحتمل : أى استبقوا فى أمر القبلة والتوجه إليها غيركم من الكفرة. والله ورسوله أعلم.
وقوله : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً).
قيل : أينما كنتم يقبض الله أرواحكم من البقاع البعيدة والأمكنة الحصينة.
وقيل : (أَيْنَ ما تَكُونُوا) أى فى أى حال كنتم ـ عظاما ناخرة أو بالية أو رفاتا ـ يجمعكم الله ويحييكم ، ولا يتعذر عليه ذلك ، وهو كقوله : (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً* قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً* أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) [الإسراء : ٤٩ ـ ٥١] ، أخبر أن شدة الحال عندكم لا يتعذر عليه ، ولا يشتد من الإحياء والإماتة.
وقوله : (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
من جمع ما ذكرنا من الأشياء المتفرقة وإحياء العظام البالية.
قوله تعالى : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٩) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا
__________________
(١) سقط فى أ ، ط.
(٢) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٢٩١ ، ٢٢٩٢) ، وانظر الدر المنثور (١ / ٢٧٢).
(٣) قاله الربيع بنحوه ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٢٩٣) ، وانظر تفسير البغوى (١ / ١٢٦).