أن قال وفلانا رضي فعله ومذهبه انتهى. فقوله رضي فعله ومذهبه عبارة عن عدم نقص وعيب فيه بحيث صار مورد الرضا قال السيد قدسسره في كتابه رياض السالكين ص ٣٢ في شرحه على الصحيفة المباركة السجادية في تفسير قوله (ص) الحمد لله الأول بلا أول الدعاء الى ان قال ان الحمد هو الثناء على ذي علم بكماله ذاتيا كان كوجوب الوجود والاتصاف بالكمالات والتنزه عن النقائص أو وصفيا ككون صفاته كاملة واجبة أو فعليا ككون أفعاله مشتملة على الحكمة انتهى. إذا تقرر ذلك فنقول قد سمى الله سبحانه في كتابه الكريم بأنه حميد في غير واحد من الآيات فهو سبحانه حميد على الإطلاق من حيث ذاته وصفاته وأفعاله فلا يتطرق اليه نقص وعيب وآفة وعلة فمرجع هذا الثناء بحسب التحليل الى تنزيه الذات الاحدية على الإطلاق وهذا الثناء في عين كونه تمجيدا تسبيح وتقديس له تعالى وهذا معنى ما ذكرناه في صدر البيان ان التسبيح بالحمد من أجل أنواع التسبيح نوع بارز وخاص منه.
والآيات والأدعية والأذكار المأثورة عن أئمة أهل البيت (ع) مشحونة بالتسبيح بالحمد قال تعالى ونحن نسبح بحمدك الآية البقرة وفي ذكر الركوع والسجود سبحان ربي الأعلى وبحمده أي أسبحه بحمده وحيث ان الحمد يفيد تنزيهه تعالى ذاتا ووصفا وفعلا فنحمده تعالى في جميع أفعاله فنحمده تعالى على غضبه وسخطه على أعدائه وانتقامه منهم قال تعالى (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) أقول قد اثنى تعالى على نفسه وحمده سبحانه على هلاك الظالمين وقطع أصولهم وكذلك يحمد تعالى على السراء والضراء وعلى العافية والبلاء لأوليائه لأن كلها مطابق للحكمة ، حسن جميل.
قوله تعالى (وَيُؤْمِنُونَ بِهِ) ـ أي هؤلاء المقربين الحاملين لعرش العلم والمستضيئين حوله بنوره والمسبحين لله سبحانه بحمده يؤمنون به تعالى واضح ان هذا الايمان ليس هو الابتدائي الذي يخرج به الإنسان عن حد الكفر الى حريم الايمان بل المراد ايمان من عرف الله ووحده وعظمه وسبحه وخاصة سبحه بحمده.
قوله تعالى (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) الآية أي يشفعون عند الله سبحانه للمذنبين من المؤمنين رأفة وحنانا لهم ومنشأ هذه الرأفة والحنان هي القرابة الدينية والايمان بالله وسيأتي مزيد توضيح لذلك إن شاء الله وتقريب الاستدلال انه تعالى ذكر لهؤلاء الأفاضل الأبرار نعوتا جليلة وصفاتا كريمة من حمل العرش والتسبيح والايمان بالله وذكر في عدادها الشفاعة للمؤمنين والتحنن عليهم وفي هذا دلالة على ارتضائه تعالى لشفاعتهم وقبوله عنده تعالى.