الطائفة الأولى : ما ثبت بالضرورة من حضور النبي والأئمة صلوات الله عليهم الصلوات على جنائز المؤمنين والترحم والاستغفار في حقهم وكذلك الفريضة الثابتة في الدين من تشريع الصلوات على جنائز المؤمنين والمبالغة في الاستغفار والترحم عليهم.
وكان من سنته (ص) انه يصلي على جنائز المؤمنين ويقوم على قبورهم وقد نهى الله سبحانه إياه ان لا يفعل ذلك بالموتى المنافقين.
الثانية : ما نقلت من زيارته (ص) بقبور المؤمنين وصارت ذلك سنته ثابتة في المؤمنين وكان يترحم ويستغفر لهم ففي البحار ٦ (٢١٧) حديث ١٠ عن كتاب حسين ابن سعيد قال أبو بصير سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ان رقية بنت رسول الله (ص) لما ماتت قام رسول الله على قبرها فرفع يده الى السماء ودمعت عيناه فقالوا يا رسول الله انا قد رأيناك رفعت رأسك إلى السماء ودمعت عيناك قال إنني سألت ربي أن يهب لي رقية من ضغطة القبر!! وقريب منه رواية قيامه على قبر فاطمة بنت أسد رضي الله عنها.
الثالثة : ما ورد من الروايات الكثيرة من حضور النبي (ص) والأئمة عند المحتضر ورؤية المحتضر إياهم وفي بعضها امره (ص) ملك الموت بالإرفاق والتخفيف للمؤمن في قبض روحه وبالجملة يكون حضورهم عنده مسرة ورفاها وراحة له وفي بعضها الشفاعة له في البحار ج ٦ (١٩٤) عن تفسير فرات بن إبراهيم عن عبيد بن كثير معنعنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام قال قال رسول الله (ص) يا علي ان فيك مثلا من عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) يا علي انه لا يموت رجل يفتري على عيسى بن مريم (ص) حتى يؤمن به قبل موته ويقول فيه الحق حيث لا ينفعه ذلك شيعا وانك على مثله لا يموت عدوك حتى يراك عند الموت فتكون غيظا وحزنا حتى بقي بالحق من أمرك ويقول فيك بالحق ويقر بولايتك حيث لا ينفعه ذلك شيئا واما وليك فإنه يراك عند الموت فتكون له شفيعا وبشرا وقرة عين أقول فالمحصل في المقام ان الرواية النافية بشفاعتهم (ص) لاوليائهم في البرزخ معارضة بما يدل على دعائهم واستغفارهم للمؤمن الميت في صلواتهم على جنائز المؤمنين أو زيارتهم لقبورهم ودعائهم واستغفارهم للمؤمن المقبور وخاصة لاستخلاصه من ضغطة القبر أو شفاعتهم للمؤمنين المحتضرين وحضورهم عنده في احتضاره فان الظاهر من بعض هذه الروايات أن هذه الشفاعة ليست لاستخلاصه من شدة النزع فقط بل شفاعة في طول إقامته في البرزخ كما هو صريح