على الجوارح كلها. فعمل القلب الإذعان وعمل اللسان الإقرار وهكذا كل عضو موكل بما أمر به وهو ايمانه فعليه يكون الايمان مركبا ومؤتلفا من عدة اعمال. غاية الأمر أن للأعضاء وهكذا للأعمال أصول ورءوس فلا يخرج الرجل من الايمان بترك بعض هذه الأعمال ما لم يترك من أصولها ورءوسها).
وفي مقابل هذا القول قول آخر ولعله هو المشهور ان الايمان عمل بسيط وهو العلم والإذعان والأعمال شرط لصحته وقبوله فقوله تعالى (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) اي صلاتكم ، تدل على صحة القول الأول.
في القلائد عن الكافي : في حديث رواه عن الصادق (ع) يذكر فيه قسمة الايمان على جوارح ابن آدم الى أن قال ان الله عزوجل لما صرف نبيه إلى الكعبة عن بيت المقدس فانزل (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) فسمى الصلاة ايمانا.
قوله تعالى (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ).
هذه الجملة بمنزلة التعليل لمضمون الجملة السابقة أي : ان الله سبحانه بفضله ورأفته ورحمته على الناس المصلين لا يضيع صلاتهم فعليه يكون المراد من الناس المؤمنين خاصة بقرينة ذكر هذا الاسم المبارك (الرؤوف) مع ذكر الاسم الكريم «الرحيم» فإنه لا معنى لشمول رحمته ورأفته تعالى للكافرين. وذكر بعض المفسرين في تفسير الفاتحة ما خلاصته : انه لا فرق بين الرحمن والرحيم من حيث المادة وانما تدل صيغة فعلان الموضوعة للمبالغة على كثرة الرحمة وعمومها والرحيم الفعيل موضوعة للسجايا والصفات الغريزية فيكون فيه تعالى دالا على ثبوت الرحمة ودوامها فعليه لا يكون لما قيل ان الرحمن بجميع خلقه المؤمن والكافر والرحيم للمؤمنين خاصة معنى محصلا وتكون الروايات الدالة على ذلك المعنى مخالفة للقرآن فتطرح أو تأول وهو عجيب فإن القائل بأن الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة يرى أن الأسماء الدالة عليه تعالى وعلى صفاته ونعوته موضوعة بالوضع المستقل توفيقا وتوضيفا. فبناء على ذلك تكون كلها معارف فالرحمن تعبير عن مطلق عطائه تعالى سواء كان مصداقا للاستدراج والإملاء وعن سخط أو غيرها. قال تعالى (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) الأعراف (١٨٢) وقال تعالى (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) أعراف آية (١٨٣) وقال تعالى (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ) الآية آل عمران آية (١٧٨) في الصافي : قال في تفسير الرحمن : وفي رواية : العاطف على خلقه بالرزق لا يقطع عنهم مواد رزقه وان انقطعوا عن طاعته. الحديث ، والرحيم تعبير على عطائه تعالى لأهل كرامته إعزازا وثوابا وهي الرحمة الخاصة والنظرة الرحيمية قال تعالى (وَالَّذِينَ عَمِلُوا