أبيعه قال فبينا نحن إذ خرج رجل من خباء يصلي فقام تجاه الكعبة ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام يصلي معه فقلت يا عباس ما هذا الدين ان هذا الدين ما ندري ما هو فقال هذا محمد بن عبد الله يزعم ان الله أرسله وكنوز كسرى وقيصر تستفتح عليه وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به وهذا ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به. الحديث.
قوله تعالى (إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ).
فقد تقدم منا في بعض المباحث ان المراد في أمثال المقام ليس حدوث العلم بل تبين المعلوم على رءوس الاشهاد مثل قوله تعالى (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) الآية (البقرة) اي ليميز المؤمن من غير المؤمن.
قوله تعالى (مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ) العقب مثل كتف. مؤخر القدم اي يرجع مدبرا ومعرضا عن دعوة الرسول ولا مانع من شموله للاعراض المتمائلين والمقدمين على الايمان وللمرتدين أيضا والآية الكريمة ناصة بأن جعل بيت المقدس قبلة اختبار وامتحان للمؤمنين وتمحيص وإياهم عن غيرهم وإبطال لما ذكره بعض المفسرين انه كان التحويل الى قبلة اليهود تأليفا لهم ثم نسخه وجعل الكعبة قبلة ثانية ـ تأليفا للمشركين.
قوله تعالى (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ). الضمير راجع إلى القبلة أو الى تحويل القبلة المستفاد من الكلام وكون التحويل الى بيت المقدس كبيرة عند أهل الحجاز وخاصة عند قريش فإن الكعبة أساس مجدهم ومفاخرهم لخضوع جميع العرب لها. فكل من الفرق يدعي الانتساب إلى إبراهيم الحنفاء الوثنيون ومن غيرهم أيضا وهؤلاء خاضعون للكعبة ولمجاوريها وسدنتها وحجابها وبوابها وقد وقعت حروب عظيمة في سدانة الكعبة وتوليتها قبل الإسلام. فترك رسول الله قبلتهم ليس بأهون عندهم من سب آلهتهم وتحميقهم وتحميق آبائهم وأبطال عاداتهم الجاهلي ورسومهم القومي فقد صار امتحانا بليغا وتحميصا شديدا.
قوله تعالى (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) الآية لما صرف الله المسلمين من الصخرة إلى الكعبة وكان صلاتهم إليها ثلاثة عشر سنة بمكة وسبعة عشر شهر بالمدينة وكان التحويل في نصف من رجب بعد رجوعه (ص) من بدر شكى المسلمون الى الرسول انا صلينا الى قبلة الصخرة فما حال صلاتنا إليها فأنزل الله. وما كان الله الآية فإن حكم المنسوخ لا يصير باطلا في طرفه بالنسخ فالمراد من الايمان هنا الصلاة وقد سمى الله الصلاة إيمانا. واستدل القائلون بأن الإيمان كله عمل بهذه الآية. توضيح ذلك أن الآية وصريح عدة من الروايات أن الايمان كله عمل والايمان مثبوت