ويتحقق بلفظ التسبيح وبما سواه من الألفاظ المفيدة لذلك. في البرهان عن الصدوق بإسناده عن هشام الجواليقي قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله سبحان الله : ما يعنى به؟ قال تنزيه ـ وفي معناها غيرها.
ويتحقق بالتكبير أيضا فإن معنى التكبير والله أكبر يعني انه تعالى أكبر وأجل مما قال فيه الجاهلون وهو سبحانه أكبر من أن يوصف أو يتوهم أو يحد والفرق بين التسبيح والتكبير ان التسبيح انما هو بالسلوب مستقيما مثل انه تعالى لم يلد ولم يكن له كفوا ولم يتخذ صاحبة ولا شريك له ولا ند له ولا ضد له وهكذا بخلاف التكبير فان مرجعه انه سبحانه واجد من الكبرياء ومن نعوت الكمال ما يجل ويكبر عن ان يحد أو يوصف فهذا التسبيح والتنزيه انما هو بعد تحقق التمجيد وبعد تثبيت نعوت الكمال والجلال لا مستقيما وقد طلعت دعوة القرآن الكريم بالتكبير قال تعالى (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) (المدثر) فإن سورة المدثر مما نزلت في أوائل الدعوة أو انها أول ما نزلت.
ويتحقق التسبيح بالتحميد أيضا ـ قال تعالى (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) البقرة (٢٠) قال تعالى (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) (زمر ٧٥) توضيح ذلك انه قد ذكروا في تفسير الحمد انه بمعنى الشكر وليس بشيء ومنشأ ذلك الوجه انه قد يستعمل الحمد في مورد الشكر ولم يتذكروا ان هذا الاستعمال بعناية خاصة روعيت في هذا المورد لا انه بمعنى الشكر والرضا وقالوا أيضا أن الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري والظاهر بمعونة التتبع والفحص عن موارد استعماله ان الحمد لغة بمعنى الثناء ويعبر عنه بالفارسية (ستودن) ويقع على الذات وعلى الصفات وعلى الأفعال ومرجع ذلك الى الثناء والتمجيد على كماله ذاته وكمال صفاته وأفعاله جل ثناؤه لاستحالة تطرق نقص وعيب في ذاته وصفاته وأفعاله فهو سبحانه حميد الذات ـ الى آخره ـ قال السيد المحقق في شرح دعائه (ع) في التحميد الحمد هو الثناء على ذي علم لكماله ذاتيا كان كوجوب الوجود والاتصاف بالكمالات والتنزه عن النقائص أو وصفيا ككون صفاته كاملة واجبة أو فعليا ككونها مشتملة على الحكمة انتهى. وقريب منه ما في كتاب علم اليقين للمولى المحقق الفيض (قده) في تفسيره الأسماء الحسنى عن بعض في شرح الحميد ـ فتعين مما ذكرنا ان الحمد منه تعالى على نفسه وكذلك من الملائكة ومن أوليائه العارفين به انما هو بلحاظ قدس ذاته وصفاته وأفعاله عن كل نقص وعيب وبهذا الاعتبار يرجع الأمر عند التحليل الى الحمد الى نوع من التسبيح والفرق بينه وبين التسبيح. أن التسبيح بلحاظ نفي كل نقيصة وطرد كل عيب عنه تعالى مستقيما وبلا واسطة عناية أخرى والتحميد انما هو بلحاظ