(التوبة ١١٣).
فقوله تعالى (ما كانَ لِلنَّبِيِ). الآية ظاهرة انها في مقام التذكر له (ص) وللمؤمنين ان لا يبادروا الى الاستغفار للمشركين ولا ينبغي لهم ذلك فان الكفار قد خرجوا عن ولاية الله سبحانه فيجب التبري عنهم واللعن عليهم حفظا لولايته تعالى على أنفسهم وهذا الحكم حكم عقلي ابدي ولو أبيت مما ذكرنا من التذكر بمسألة عقلية فالآية ظاهرة في المنع والتحريم في الاستغفار للمشركين احياء وأمواتا قال تعالى (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) / التوبة (٨٠) قال تعالى (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) / المنافقون (٦).
لا يخفى ان في الآيتين تصريحا في المنع عن الاستغفار بلحن شديد وقد حكم تعالى بنفي المغفرة لهم ابدا وان الاستغفار وعدمه في حقهم سواء والتعبير بسبعين لإفادة الكثرة لا لخصوصية في السبعين.
وفي سياق هذه الآيات ، الآيات الدالة على اختصاص الشفاعة للمذنبين من أهل التوحيد ولا يتجاوز عنهم الى غيرهم من أهل الشرك بوجه أصلا وفي بعض هذه الآيات تصريح ان العباد المكرمون لا يشفعون الا لمن ارتضى الله دينه.
«توضيح وتحقيق»
قد وردت في تفسير الآيات روايات عن طريق أهل السنة لا بد من الإشارة إليها ليكون الناظر على بصيرة مما ذكرنا من البيان قد أورد في الكشاف ص ٢٣٣ حديثا في شأن نزول الآية المبحوث عنها وانها نزلت في شأن صلاة النبي (ص) على جنازة عبد الله بن أبي رأس المنافقين وساق الحديث ـ الى ان قال ـ ولما هم بالصلاة عليه قال له عمر أتصلي على عدو الله فنزلت وقيل أراد ان يصلي عليه فجذبه جبرائيل انتهى.
أقول قد عرفت ان الآيات نزلت في شأن المتخلفين عن غزوة تبوك في سنة ثمان من الهجرة وذكر بعض المفسرين أن موت عبد الله كان في سنة التسع من الهجرة والآية قد نزلت قبل موت عبد الله وللزمخشري توجيهات باردة في هذا الحديث وعن ابن عباس قال ما أدري ما هذه الصلاة الا أني اعلم ان رسول الله (ص) لا يخادع