الرابعة ـ قالوا محبة الله لعباده المتطهرين ان يرضى عنهم ويحسن إليهم وليس ببعيد فقد ورد في الروايات ان رضاه ثوابه وسخطه عقابه.
توضيح وتفصيل : قد تقرر ان القرآن الكريم وآياته الشريفة لم يجعل لزمان دون زمان ولا لقوم دون قوم وعن أبي عبد الله (ع) ان القرآن حي لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار وكما يجري الشمس والقمر الحديث. فان القرآن قضاياه قضايا حقيقية ينحل فالآية النازلة في شأن إفراد بخصوصها لا بد من تطبيق تلك الإفراد على ذلك الكلي وكذلك لو نزلت الآية في شأن نوع خاص لا بد من تطبيق ذلك النوع على ذلك الكلي لا حمل الكلي على الفرد والنوع وهذا هو الأصل المسلم في باب التفسير ان النظر بعموم اللفظ لا خصوصية المورد وهذا معنى ما قالوا ان الموارد لا يكون مخصصا للعموم أصلا. نعم لا بد من الالتزام ان لا يخرج شأن النزول ومورده عن هذا العموم ولا ينافي إرادة نوع خاص منها عند قيام القرآن وعند تخصيصها وتقييدها بالمخصصات والمقيدات فان للشارع أخذ نوع من العام والمطلق موضوعا لحكم أو متعلقا له أو قيدا أو شرطا لحكم أو لصحة عبادة أو مانعا لتعلق عبادة أو مبطلا لها فعلى عهدة الفقيه التحري والاجتهاد في الموارد الواردة بلحاظ الشرائط والمانع وغيرها على نحو المولوية.
ولا يخفى أيضا أن استعمال لفظ الطهارة والنجاسة وما يشتق منهما في الطهارة والنجاسة المعنوية أو في الأعم منهما ومن الحسية ليس من باب التأويل بل من باب استعمال الكلي في أنواعه أو في بعض أنواعه ومن باب تطبيق هذا النوع على هذا الكلي وان أبيت استعمالها في المعنوية إلا بعد التذكر والإرشاد فلا مضايقة.
فعلى هذا لو قلنا ان الآية الواردة في شأن أهل قباء صريحة وناصة في الطهارة العقلية المعنوية لوجب الأخذ بعموم الطهارة بأنواعها وأقسامها وكذا لو قلنا انها نص في الطهارة الحسية أو الاستنجاء بالماء لوجب الأخذ بعموم الطهارة حسية كانت أو معنوية ثم لا يخفى ان الطهارة كما نبهنا عليه غير مرة انها من الأمور الحسية الواقعية وليس من الأمور الانتزاعية الاعتبارية وكذلك القذارة والخباثة ففي حديث أربعمائة عن علي (ع) ان الله يبغض العبد القاذورة (الحديث) فحسن النظافة وقبح الخباثة من الضروريات البديهية العقلية والأمر يزيد وضوحا وبيانا في الطهارة المعنوية مثل الطهارة من رجس الكفر والشرك والفسوق والعصيان وكذلك في الخباثة والنجاسة المعنوية فإنها من المستقلات العقلية فيجب الاجتناب من الكفر والفسوق بالضرورة ويحسن النظافة والنزاهة من الرجس رجس الكفر والنفاق. فكل ما