الاغتسال لآخر أيام الظهار والإيلاء ونحو ذلك.
فان هذه العروض انما هي بالعناوين الثانوية والآية مسوقة بالعنوان الاولي وبالطبيعة المستمرة وثانيا بناء على ما ذكرنا من ان الطهارة قيد استحبابي لجواز الإتيان فلو صادف عنوان الوجوب بوقت النقاء فليس الاغتسال حينئذ قيدا استحبابيا لجواز المسيس.
قوله تعالى (مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) ، اختلفوا في هذا الأمر وما المراد منه على أقوال الأول الذي أمر الله تعالى بالاعتزال والاجتناب منها والثاني من قبل النكاح لا الفجور والثالث ان يكون من جهة الحرام مثل ان لا تكن صائمات محرمات معتكفات وقيل المراد الأمر التكويني اي الاهتداء طبعا وتكوينا مع أعداد التجهيزات اللازمة للتوالد وللتناسل لحفظ النوع وبقاء النسل وكلها مخدوش.
بل الظاهر ان المراد هي سنة التشريع وشريعة النكاح المرغوب فيه والمندوب إليه لإقامة سنة التكوين على ما سنة تعالى وقرره طبق الأسباب والمسببات ان خلق بينهما من العواطف الشريفة قال تعالى ومن آياته (أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم ٢١). وما جعل فيهما من الميولات الغريزية للاختلاط الجنسي وما هيأه الله واعده من تجهيز وسائل اللقاح من اختلاط الزوجين ما يدهش منها العقول فسبحانه من خالق ما أحكمه فهذه السنة المقدسة الإلهية مجاري قضائه تعالى في أمر الخليقة وبقاء هذا النوع وادامة هذا النسل وقد أمر سبحانه عباده في سنة التشريع لإقامة هذه السنة وإيجاد الأسباب الموكولة اليه ومنها الإتيان عن المحل المعتاد.
قوله تعالى (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) الآية ـ لما كان حبه تعالى بعباده وبيان حقيقة الحب فيه سبحانه من أغمض المسائل الكلامية يحتاج الى بسط وتوضيح في المقال يخرجنا عن البحث التفسيري وقد أعرضنا عن إيراده في المقام اما التوبة فيقع الكلام في وجوبها وبيان حقيقتها وفضيلتها ـ اما الكلام في الأول فقد تكاثرت الأدلة في الكتاب والسنة في الأمر به والحث عليه وقد توهم بعض على ما نقله الشيخ العلامة الأنصاري قدسسره عدم وجوب التوبة في الصغائر استنادا بأن اجتناب الكبائر وإتيان الطاعات والصالحات مكفرة للصغائر فلا يحتاج في تكفير الصغائر إلى التوبة ولعل القائل يستند في هذه الدعوى الى قوله تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (النساء ٣١) والى قوله تعالى (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) (هود ١١٤).
وفيه أولا ان ظاهر الآية الأولى بقرينة ذيلها ان هذا التفكير في يوم الحساب وعند دخول الجنة وظاهر الآية الثانية كما صرح به الشيخ (قده) أعم من