التفضيل إذ لا يقاس بدوامه سبحانه دوام دائم فيفضل عليه انتهى.
وقد ذكر شرحا شافيا في تفسير قوله الحمد لله الأول بلا أول كان قلبه والآخر بلا آخر يكون بعده الدعاء وهو الدعاء الأول من الصحيفة وفي المجمع في تفسير قوله تعالى (وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) قال هو الذي لا يبلغه كرم كريم انتهى ولو أردنا استقصاء البحث في المقام لخرجنا عن البحث التفسيري وعن الصادق (ع) حين قال القائل الله أكبر من كل شيء قال (ع) ا كان ثمة شيء فكان أكبر منه.
فاتضح ان معنى قوله (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) تنزيه له سبحانه عن صفات ما سواه وكسر للأصنام وخلع للأنداد وبيان لتوحده وتفرده سبحانه في جميع نعوته وكمالاته لا انه بيان لاجزاء الصلاة ووجوب تكبيرة الإحرام في أول الصلاة كي يكون قرينة لتطهير الثياب في قوله تعالى (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) بالتطهير الشرعي انتهى.
وأما الجواب عن الوجه الثالث ففيه ان ثياب رسول الله (ص) ليست نجسة حتى يؤمر بتطهيرها والقضية ليست شخصية بل يجب على كل موحد تنزيهه تعالى عن كل ما يقول الملحدون وكذا تطهير الثياب قضية حقيقية على جميع المكلفين ان كان واجبا فواجب وان ندبا فندب فلا محصل بأن يقال ان رسول الله أمر بتطهير ثيابه في مقابل ما كان عند المشركين.
وأما الجواب عن الوجه الرابع الذي ذكره بعض الأعاظم حيث قال يكون تأكيدا لقوله (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) وتفسيرا له وهو هنا المناسب لتكبير الصلاة وطهارة الثياب انتهى. أقول الطهارة في اللغة النظافة وهي شاملة لجميع مراتبها وأنواعها بخلاف الرجز والهجر والاجتناب عنها فإنه كالصريح في الاجتناب عن الرجز وهذه الجملة أخص من الاولى لاشتمال الطهارة للطهارة عن الوسخ والقذر والثانية بالقذر والثانية أعم من الاولى من حيث ان الثانية تشمل الثياب والبدن وجميع المصارف كائنا ما كان فليس تفسيرا للطهارة ولا تأكيدا إياها وأيضا الطهارة من الأوساخ والأنجاس بعد ما ابتلي بها بخلاف الهجر والاجتناب فإنه التحرز والتحذر كي لا يبتلي بها ولا يقع فيها.
والجواب عن الوجه الخامس ان الأمر وان كان بمقتضى الإطلاق يفيد الوجوب الا انه قبل الفحص عن المخصص والمقيد لا ينعقد الإطلاق وبعد الفحص يبطل الإطلاق ويتعين الاستحباب فالحق في المقام بعد التأمل والتدبر في الآية الكريمة بالتقريب الذي ذكرناه من البيان ان الآية ليست في مقام جزئية التكبير الصلاة ولا شرطية طهارة الثياب لها يؤيد ذلك ويؤكده الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (ع) وفي بعض منها ان ثيابه كانت طاهرة وانما أمره بالتشمير ، في القاموس شمر الثوب تشميرا رفعه انتهى قيل المراد لا يكن ثيابك حراما.
قوله تعالى (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) في القاموس الرجز القذر وعبادة الأوثان والعذاب