فهل أنتم مسلمون؟!! إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء ـ سبحانه وتعالى ـ.
من يؤثر الدنيا على الآخرة
(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٦))
المفردات :
(نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ) نؤد لهم ثمرات أعمالهم وافية تامة (حَبِطَ) الحبط : هو هلاك بعض الأنعام من كثرة الأكل لبعض المراعى الخضراء والمراد فساد عملهم في الخير.
المعنى :
الناس على اختلاف مذاهبهم وألوانهم صنفان : صنف يؤمن بيوم القيامة وبالحياة الأخرى ، وصنف يعتقد أنه ما هي إلا الحياة الدنيا يموت ويحيا ، وما يهلكه إلا الدهر ، وهؤلاء هم المعنيون بهذه الآية من المشركين وغيرهم ، وهذا هو السبب في عدم إيمانهم بالقرآن بعد ظهور إعجازه فيما سبق (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [سورة البقرة الآيتان ٢ و ٣].
من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها من متاع ولباس ، وزينة وأثاث ، وكان حظه من حياته ذلك فقط ، هؤلاء نوفى إليهم أعمالهم ، ونؤدى لهم جزاءهم كاملا في الدنيا ، وإنك تراهم يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ، وهم فيها غالبا على جانب من سعة الرزق ورغد العيش ، وهم لا يبخسون في الدنيا شيئا من نتائج كسبهم لأجل كفرهم.