لهم : لقد جئتمونا فرادى مجيئا كمجيئكم وقت أن خلقناكم أول مرة حفاة عراة وبلا ولى ولا نصير ، ولا شفيع معين (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ) [سورة الأنعام آية ٩٤] بل ، إضراب انتقال من حديث إلى حديث ، زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا نجازيكم بأعمالكم فيه ، وهذا خطاب لمنكري البعث للتقريع والتوبيخ والتأنيب.
ووضع الكتاب ، والمراد به : الصحائف التي تكتب فيها أعمال الإنسان من خير وشر ، فترى المجرمين الذين ارتكبوا السيئات خائفين وجلين مما فيه ويقولون : يا ويلتنا داعين أنفسهم بالويل والهلاك : ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؟!! ووجدوا ما عملوا حاضرا مكتوبا فيه ، ولا يظلم ربك أحدا ، إذ مبدأ الثواب والعقاب مما يقتضيه العدل الإلهى ، وعدم الظلم حتى يعطى المحسن جزاءه كاملا ، ويأخذ المسيء جزاءه غير ناقص.
توجيهات إلهيّة
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (٥٠) ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (٥١) وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (٥٢) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً (٥٣))