الرد على من يصف النبي بأنه كاهن أو شاعر
(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (٢٢٣) وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧))
المفردات :
(أَفَّاكٍ) كذاب (أَثِيمٍ) فاجر (وادٍ) المراد فنون القول وطرقه (يَهِيمُونَ) الهيام : أن يذهب المرء على وجهه لا يلوى على شيء من عشق أو غيره (مُنْقَلَبٍ) مصير ومرجع.
المعنى :
كان للقرآن وقع في نفوس العرب كبير ، وكان لجرسه هزة في أسماعهم وكان له أثر السحر فيهم أو أشد ، أرأيت إلى الوليد بن المغيرة حين سمع جزءا منه فقال : والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وما هو بقول البشر ، وإلى العربي الذي سمع قارئا يقرأ (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) فسجد فقيل له : لم؟ قال سجدت لبلاغته ، وأظنك لا تنسى قصة إسلام عمر حين سمع أول سورة (طه) وهو في أشد عنفوانه ، وأقوى عدائه للمسلمين.
هذا القرآن حار فيه المشركون بما ذا يؤولون هذا السحر الذي فيه ، الذي يفرق بين المرء وأبيه ، وأمه وأخيه!! فقالوا : إنه سحر ، وأخرى إنه كهانة. وثالثة إنه شعر أى له تأثير الشعر ، ويرد الله عليهم هنا بأنه ليس كهانة ولا شعرا.