وصهيبا ، وسالما مولى أبى حذيفة ... فقالوا : أنسلم فنكون مثل هؤلاء!؟ فأنزل الله ـ تعالى ـ يخاطب هؤلاء المؤمنين (أَتَصْبِرُونَ) على ما ترون من هذه الحال الشديدة والفقر والجهد والإيلام ـ كأنه جعل إمهال الكفار والتوسعة عليهم والتضييق على المؤمنين فتنة لهم واختبارا ، ولما صبر المسلمون أنزل الله فيهم (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا).
بعض سوءاتهم وعاقبتها
(وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (٢١) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (٢٢) وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (٢٣) أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (٢٤))
المفردات :
(لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) أى : لا يخافون لقاءنا والرجاء في بعض لغات العرب الخوف ، وقيل لا يأملون لقاءنا بالخير لأنهم لا يؤمنون به (وَعَتَوْا) العتو : تجاوز الحد في الظلم (حِجْراً) الحجر : المنع ومنه حجر القاضي عليه ، أى منعه من التصرف ، وسمى العقل حجرا لأنه يمنع صاحبه من بعض الأعمال (هَباءً) الهباء ما يرى من الذرات في شعاع الشمس الذي يدخل من النافذة الضيقة (مَنْثُوراً) متفرقا والمراد أنه لا ينتفع به.