أإنكم لتأتون الرجال في أدبارهم؟ متجاوزين النساء ، وهن محل ذلك العمل وخلقن لأجله ، تأتون ذلك الفعل المنكر للشهوة فقط لا لشيء آخر ، وهذا تفسير للفاحشة التي ذكرت أولا ، بل أنتم قوم تجهلون حقيقة ما خلقت المرأة له ، وتجهلون أنفسكم ومكانكم في المجتمع الإنسانى ، وتجهلون خطر ما أقدمتم عليه ، ومقدار دعوة نبيكم الذي أرسل رحمة لكم.
فما كان جواب قومه على هذا إلا أن قالوا : أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون! يا للعجب يأمرون بإخراج لوط ومن آمن به من القرية لأنهم أناس يتطهرون!! يا للعجب العاجب. من الناس من ينقمون على إخوانهم ، لأنهم آمنوا بربهم ، ودعوا غيرهم إلى الدين الحق!!
ولكن هل يغفل الحق ـ تبارك وتعالى ـ أمر هؤلاء وهؤلاء؟ لا. أبدا .. لن يكون ذلك ، فهذا لوط مع قومه العتاة العصاة المتجبرين. قد نجاه الله وأهله الذين آمنوا معه إلا امرأته فقد قضى عليها أن تكون من الهالكين ، ولم ينفعها قربها من لوط ، ما دامت تستحق الهلاك لكفرها وأمطر الله على العصاة المتكبرين مطر السوء فأبادهم وخسف بهم الأرض ، فساء وقبح مطر المنذرين ، وتلك عاقبة العصاة الفاسقين.
الشواهد الدالة على الوحدانية والقدرة
(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩) أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ