أن عيسى رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا به وصدقوه ، ولا تعظموه بل هو كبقية الأنبياء والمرسلين ومواضع الخلاف كثيرة ، ولكن هذه أهمها. وإن القرآن شفاء ، ورحمة ، وهدى وضياء ، ومصدر الخير والبركات والعلوم والمعارف في الواقع للناس جميعا ، ولكن المنتفعين بذلك أكثرهم المؤمنون ، وإن ربك يقضى بين الناس بحكمه العدل ، وهو العزيز الذي لا يغالب ، العليم بخبايا النفوس وطوايا القلوب.
وأما أنت يا محمد فتوكل على الله حقا ، وفوض أمرك إليه صدقا ، إنك على الحق المبين ، ورسالتك هي المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، ولا تعجب من كفر هؤلاء فليس ذلك راجعا لنقص فيك أو في رسالتك ، بل إنك لا تسمع الموتى وأشباههم ولا تسمع الصم الدعاء ، وكيف يسمع الأصم دعاء؟ وبخاصة إذا ولى مدبرا.
وما أنت يا محمد ، وكذا كل من دعا بدعوتك ، وسار على طريقتك بهادي العمى عن ضلالتهم.
ما تسمع إلا من فيه استعداد لقبول الحق ، ومن في روحه صفاء وهو المؤمن بآياتنا ، الناظر بعين البصيرة في ملكوتنا ، أولئك هم المسلمون ، أما غيرهم فكالأنعام لها عيون وآذان ، ولا قلب لها ترى به العبرة ، بل هم أضل من الأنعام.
بعض مناظر القيامة مع ذكر مقدماته
(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (٨٢) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (٨٣) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٥) أَلَمْ