والله الذي أخرج اللبن من بين الفرث والدم لبنا خالصا سائغا للشاربين ، أخرج موسى من بين فرعون وهامان وجنوده ، ولا حرج على فضل الله.
فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ، وتسكن نفسها ، ولا تحزن عليه ، ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون ...
وبعد فطامه عاد إلى بيت فرعون ، وتربى فيه (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) [سورة الشعراء آية ١٨].
ولما بلغ مبلغ الرجال ، واستكمل قواه العقلية والجسمية وهذا معنى قوله : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى) آتيناه حكمة وحكما ، ونبوة وعلما ، ومثل ذلك نجزى المحسنين ..
سبب خروجه من أرض مصر
(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥) قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦) قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (١٧) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ