القرآن ، وتركوا دينهم ، وقلدوا غيرهم ، وشاعت بينهم الموبقات وانحلت أخلاقهم والأمل عندنا الآن ليحول الله ضعفنا إلى قوة وذلنا إلى عزة ، وفقرنا إلى غنى ، واحتلالنا إلى استقلال ، وصدق الله : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، والله على كل شيء قدير ، وإذا أراد الله بقوم سوءا من احتلال وذل أو مرض وفقر ونحوهما من أسباب البلاء التي تكون بسبب أعمالهم وما كسبته أيديهم فلا راد له ولا معقب لحكمه ، وفي هذا إيماء إلى أنه ينبغي ألا يستعجلوا السيئة قبل الحسنة فإن ذلك كله مرجعه إلى عالم خبير لا يرد له قضاء ، وما لهم من دونه من وال وناصر.
من مظاهر قدرة الله وألوهيته
(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ (١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (١٣) لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (١٤) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (١٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي