عليهم أعمالهم وذنوبهم ، وهو ناقد بصير ، وكفى به بذنوب عباده خبيرا بصيرا. وقد علمنا أن كل شيء في الكون مفصل تفصيلا محكما سواء كان في أمور الدين أو الدنيا ، وكل إنسان له عمل مقدر له لا ينفك عنه ، وهو ملاق حتما جزاء عمله يوم القيامة. وسيقرأ كتابه الذي سجل فيه عمله وإن كل نفس بما كسبت رهينة ، وأن ليس للإنسان إلا سعيه فقط ، ولا يعذب ربك أحدا إلا بعد إرسال الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة وأنه لا فرق بين الفرد والجماعة فالأمة التي تأمر بالطاعات ثم تخرج عن حدودها يدمرها ربك تدميرا. كل هذا يدفع العاقل منا إلى العمل الصالح النافع له في الدنيا والآخرة.
من أراد العاجلة ومن أراد الباقية
(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (١٨) وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (١٩) كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (٢٠) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (٢١))
المفردات :
(الْعاجِلَةَ) المراد الدنيا (مَدْحُوراً) مطرودا من رحمة الله (مَشْكُوراً) مثابا عليه (نُمِدُّ) نعطى هؤلاء وهؤلاء من الفريقين (مَحْظُوراً) ممنوعا ...
وهذا حكم آخر من أحكام الله ، وقضاء من أقضيته ، بعد ما مضى من أحكام