قيل بعد هذا : يا نوح اهبط من السفينة أو من على الجبل بعد أن كفت السماء عن المطر ، وابتلعت الأرض الماء ، واستوت السفينة على الجودي.
اهبط متلبسا بسلام منا ومتمتعا بأمان وتحية من عند الله مباركة طيبة ، اهبط بسلام وبركات ونماء وسعة في الرزق عليك وعلى أمم ممن معك من الخلق إنسانا كان أو حيوانا ، وأمم من ذرية من معك سيتمتعون بالخيرات والطيبات في الدنيا والآخرة ، وأمم من الذرية سنمتعهم في الدنيا ثم نضطرهم إلى عذاب أليم في الآخرة وذلك لكفرهم وعنادهم.
وهكذا كان الخلق أولا من ذرية نوح مؤمنين صالحين متمتعين في الدنيا والآخرة ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ، وسيمسهم من عذاب أليم.
أما العبرة العامة لهذه القصة فقد تقدم الكلام عليها ، ومنها هنا الدلالة على نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم فما كان يعلم هو ولا أحد من قومه ذلك القصص المحكم التام الشامل لأخبار نوح وقومه ، وكيف كانت عاقبة الظالمين؟!
فاصبر يا محمد كما صبر نوح من قبل فلقد عرفت مآل الصبر لنوح ولقومه المؤمنين وعاقبة الكفر؟ واعلم أن العاقبة للمؤمنين.
قصة هود عليهالسلام
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (٥٠) يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (٥١) وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا