وعلى والدي ... قال في الكشاف : (وحقيقة أوزعنى اجعلنى أزع شكر نعمتك عندي وأكفه حتى لا ينفلت عنى ، ولا أنفك شاكرا لك) وقال بعضهم : المعنى ألهمنى أن أشكر نعمتك التي أنعمت على ، قال القرطبي : المراد كفني يا رب عما يسخطك ، وامنعني من كفر نعمتك.
وعد سليمان النعمة التي لوالده نعمة له بمعنى أنها تستوجب الشكر منه لله.
وألهمنى يا رب أن أعمل صالحا ترضاه ، وأدخلنى برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الناس هذا هو سليمان يطلب من ربه أن يحبسه على الشكر له والثناء عليه ويطلب من ربه أن يوفقه إلى العمل الصالح الذي يرضاه ، وهو يطلب أن يدخله برحمته وفضله مع عباده الصالحين الداخلين الجنة بإذن الله ـ هذا سليمان لم يغتر بعلمه بل طلب الزيادة والمعونة والفضل حتى يدخل في عداد الصالحين ، ولقد صدق رسول الله حيث يقول «سدّدوا وقاربوا واعلموا أنّه لن يدخل أحد الجنّة بعمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : ولا أنا إلّا أن يتغمّدنى الله برحمته».
قصة الهدهد أو بلقيس
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ