إلى حال متباينة بسبب أن الله هو الحق ، والحق هو الموجود الثابت الذي لا يحول ولا يزول ، وأن كل ما سواه وإن كان موجودا حقّا ، فإنه لا حقيقة له في نفسه لأنه مسخر مذلل للحق ـ تبارك وتعالى ـ صاحب الوجود المطلق ، والغنى المطلق ـ سبحانه وتعالى ـ.
٢ ـ وأنه يحيى الموتى ، وإذا كان الله صاحب هذه الأفعال ، وموجد هذه الأشياء والأحوال فكيف يستبعد منه إعادة الأموات للثواب والعقاب؟
٣ ـ وأنه على كل شيء قدير ، ولا عجب فمن صدر منه هذا تكون القدرة صفة ذاتية له ، ويكون على كل شيء قدير.
٤ ـ وأن الساعة آتية لا ريب فيها حيث وعد بها ، وكان وعده مفعولا ، وقضى بها وهو القادر المختار.
٥ ـ وأن الله يبعث من في القبور للحساب والجزاء.
هكذا تكون الناس
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (١٠) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٢) يَدْعُوا لَمَنْ