عنده وهو مدة الحمل فقد يولد الجنين لستة أشهر أو لتسعة أو لسنة أو لسنتين ، وبعض الفقهاء قال إن أقل الحمل ستة أشهر ولحظتان ، ونهايته أربع سنين.
٥ ـ ثم نخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالا تتنفسون وتعيشون ، وتطعمون ، وقد كنتم في بطون أمهاتكم تتنفسون ، ولكن على أى كيفية؟. وكنتم تطعمون ، ولكن من دم أمهاتكم ، فهل هناك مناسبة بين الحالتين بين الطفل في بطن أمه ، وبينه وهو في الحياة العامة!!
٦ ـ ثم لتبلغوا أشدكم ، نعم فالله ـ سبحانه ـ القادر على كل شيء مهد لهذا الطفل الصغير سبل الحياة ، وأحيا فيه غريزة حب البقاء التي جعلته يرضع من ثدي أمه ، وهداه إلى طرق الحياة فعاش حتى بلغ أشده وكمال قوته وعقله.
٧ ـ وبعد هذا أو قبله منكم من يتوفى ، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ؛ أليس في هذا دليل على وجود إله قوى مختار يحكم لا معقب لحكمه ، قادر على كل شيء إذ منكم من يتوفى وهو في تمام قوته ، وريعان شبابه ، ومنكم من يعيش ويعمر ، وقد يكون مريضا عليلا (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل ٦١] وإذا عمر الإنسان كثيرا ، ووصل إلى الهرم ضعفت قواه العقلية والجسمية إلى درجة كبيرة ، وفنيت خلايا جسمه كلها أو أغلبها فيصير ضعيف العقل والحواس ، لا يعلم شيئا مما كان يعلمه ، وهذا أمر مشاهد معروف ، وصدق الله حيث يقول : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [سورة الروم آية ٥٤].
وكيف تشكون في البعث ، وإعادة الحياة إلى الجسم ، وأنتم ترون مظاهر البعث والحياة بعد الموت أمامكم في كل وقت ، ألم تروا إلى الأرض ، وهي ميتة هامدة ساكنة لا حياة فيها ، ولا نبات بها فإذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وتحركت وقد أثبت العلم الحديث ذلك ـ وربت وانتفخت وأنبتت من كل صنف من النبات بهيج وحسن.
انظر يا أخى : إلى ترتيب القرآن المحكم أثبت البعث واستدل على ذلك بدليلين :
(أ) خلق الحيوان. (ب) خلق النبات ثم رتب على ذلك أمورا.
١ ـ ذلك الذي بينه لنا من أمر الخلق في الحيوان والنبات ، وانتقال كل من حال