قل لهم يا محمد : هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وخاب فألهم فيها ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، الذين يعبدون الله على غير الحق فيدخلون في الدين ما ليس فيه ، وهم يحسبون أنهم على الحق وغيرهم على الباطل ، وهؤلاء هم التاركون لكتاب الله وسنة رسوله المفارقون للجماعة.
أولئك الذين كفروا بآيات ربهم التكوينية والتنزيلية وكفروا بلقائه فحبطت أعمالهم ، وبطلت (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً). [الفرقان ٢٣]. (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ* عامِلَةٌ ناصِبَةٌ* تَصْلى ناراً حامِيَةً) [الغاشية ٢ ـ ٤] فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ، وليس لهم قدر ، ولا نعبأ بهم ، وذلك جزاؤهم جهنم بسبب كفرهم واتخاذهم آيات الله ورسله هزوا فلم يؤمنوا بها ... وهكذا يكون مآل كل خارج عن حدود الدين ..
عاقبة الإيمان والعمل الصالح
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (١٠٧) خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً (١٠٨)
المفردات :
(الْفِرْدَوْسِ) أعلى مكان في الجنة وأوسعه وأفضله ، وقال المبرد : الفردوس ـ فيما سمعت من العرب ـ الشجر الملتف ، والأغلب عليه أن يكون من العنب (حِوَلاً) أى : تحولا.
وهذا هو الإيمان المصحوب بالعمل الصالح ، وعاقبته بعد بيان الكفر والفسوق ونهايته لعل الناس يتعظون.
المعنى :
إن الذين آمنوا إيمانا عميقا بعد فهمهم الدين فهما روحيا خالصا وعملوا الصالحات الباقيات : هؤلاء كانت لهم جنات الفردوس التي هي أعلى مكان في الجنة ، وأرفع مرتبة