اقتراحهم قبل هؤلاء فكيف نعطيهم ما يطلبون؟! وسنة الله لا تتغير أبدا فكيف يؤمن هؤلاء؟ أهم غير الأمم فهم يؤمنون؟!!
وما لهم ينكرون لقصر عقلهم أن الرسول لا يكون بشرا؟ وما أرسلنا قبلك في زمن من الأزمان إلا رجالا من البشر يوحى إليهم (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) [سورة الكهف آية ١١٠]. أيها الناس : إن شككتم في أن الرسل بشر فاسألوا أهل الذكر من اليهود والنصارى فهم لا ينكرون ذلك أبدا إن كنتم لا تعلمون ، وفي هذا تسجيل عليهم بالجهل وعدم المعرفة.
وقد كانوا ينكرون على الرسول عوارض البشرية ، وخصائص الإنسانية (ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ)؟ [سورة الفرقان آية ٧] ؛ فيرد الله عليهم بقوله : وما جعلنا الرسل ذوى جسد لا يأكلون الطعام ، وما جعلناهم خالدين فالرسول بشر يأكل ويشرب وينام ، ويأتى النساء إلا أن الله اصطفاه واختاره لرسالته وأنزل عليه دستوره وكتابه الذي يخرج أمته من الظلمات إلى النور.
وكان للرسل مع ربهم وعد صريح بنجاتهم ومن آمن معهم ، وهلاك الكفار والعصاة من قومهم واقرأ إن شئت قصص الأنبياء في سورة هود.
ثم صدقناهم في الوعد ونجيناهم ومن نشاء من المؤمنين بهم ، وأهلكنا المسرفين المكذبين ، وتلك عاقبة الظالمين.
لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ، وشرفكم (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) (١) وفيه ذكر أمور دنياكم ودينكم وأحكام شرعكم ، وجزاء أعمالكم أفلا تعقلون؟!! وتتدبرون أمركم ...
إنذار وتهديد
(وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ (١١) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (١٢)
__________________
(١) سورة الزخرف الآية ٤٤.