آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١))
المعنى :
يقول تعالى لنبيه صلىاللهعليهوسلم حين طلب منه الكفار وقوع العذاب واستعجلوه به تكذيبا له واستهزاء به لأنهم لا يؤمنون بيوم القيامة ، ولا بقدرة الله على إيقاع العذاب. ونسوا ما حصل للأمم السابقة ، ولم يعتبروا بما حصل.
قل لهم يا محمد : إنما أرسلنى الله إليكم نذيرا بين يدي عذاب شديد ، إنما أنا نذير بيّن الإنذار قوى الحجة واضحها ، وليس علىّ حسابكم وهدايتكم ، بل أمركم إلى ربكم إن شاء عجل العذاب لكم ، وإن شاء أخره عنكم ليوم معلوم ، لا تستقدمون عنه ساعة ولا تستأخرون ، وهو ربكم وإليه أمركم ، وهو الفعال لما يريد ، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.
فالذين آمنوا بالله وكتبه ورسله إيمانا صحيحا سليما مصحوبا بالعمل الصالح لهم مغفرة من الله ورزق كريم ، وثواب عظيم ، وسعادة في الدنيا والآخرة (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة النحل آية ٩٧].
والذين سعوا جاهدين في إبطال آياتنا ، وإطفاء نور الإسلام ـ وما علموا أن الله متم نوره ولو كره الكافرون ـ أولئك أصحاب الجحيم الملازمون لها ، وهي نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ، إنها عليهم مؤصدة ، في عمد ممددة ...
كتاب الله محكم لا ريب فيه
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ