أراد شيئا حصل بدون إمهال أو تأجيل كالأمر إذا أمر بشيء وقال له : كن فيكون الشيء قطعا.
ومن كان هذا وصفه أيشبه المخلوقات فيكون له ولد ويحتاج إلى شيء حتى يكون له ولد وهل من المخلوقات شيء يماثله حتى يكون إله أو جزء إله. تعالى الله عما يشركون!! وها هو ذا عيسى ـ عليهالسلام ـ نفسه يقول : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) وكما حكى إنجيل متى عنه في الإصحاح الرابع آية ١٠ قال له يسوع : اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد ، (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
أما أهل الكتاب فاختلفوا فيما بينهم كما رأيت بين إفراط وتفريط في شأن عيسى وأمه ولم تنجح إلا طائفة آمنت بعيسى على أنه نبي مرسل ، وهو بشر خلق من غير أب ليكون آية للناس.
أما غيرها فويل وهلاك للكافرين منهم الذين ألهوا المسيح أو ذموه ورموا أمه بالزنى ويل لهم حيث يشهدون يوم القيامة ذلك اليوم العظيم الهول.
ما أسمعهم وما أبصرهم يوم يأتون ، وقد كانوا قبل ذلك لا يسمعون ولكن فات الأوان (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [سورة المؤمنون الآيتان ٩٩ و ١٠٠].
وأنذرهم يا محمد يوم الحسرة وقد قضى الأمر وهم غافلون لا يؤمنون ، وأعلمهم أن الله يرث الأرض ومن عليها ، وإليه يرجع الأمر كله.
قصة إبراهيم مع أبيه
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢) يا أَبَتِ