بل ظل يسبح بحمد الله ، ويشكر فضل الله الذي لا ينساه حتى خبت النار ولم يمس بسوء.
وهكذا تكون عناية الله ورعايته للأنبياء والأولياء والصالحين من عباده ، ألم تر إلى قريش وقد جمعت جموعها ، وتشاورت في أمرها. واتفقت فيما بينها على أن تقتل محمدا ، ولكن أين لهم هذا!! والله تعالى يقول : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة ٦٧] و
روى أبى بن كعب ـ رضى الله عنه ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أن إبراهيم حين قيدوه ليلقوه في النار قال : لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك» قال ثم رموا به في المنجنيق من مضرب شاسع فاستقبله جبريل فقال : يا إبراهيم ألك حاجة قال «أما إليك فلا» ، فقال جبريل فاسأل ربك فقال. «حسبي من سؤالى علمه بحالي» فقال الله : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم.
وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ، ونجيناه ولوطا ابن أخيه إلى أرض الشام ، التي باركنا فيها حيث كانت مهبط الأنبياء ، وإحدى القبلتين ، وكانت من حيث الماء والزرع فيها بركة وخير للساكنين بها.
ووهبنا لإبراهيم إسحاق ، ومن ولده كان يعقوب جعلناه صالحا تقيا.
وجعلناهم أئمة مهديين يقتدى بهم في الخيرات ، وأعمال الصالحات كل ذلك يأمرنا ، وبما أنزلناه عليهم من الوحى والإلهام ، ومن هنا نفهم أن من ينصب نفسه إماما يجب أن يكون مهديا : بطبعه مصلحا لنفسه ثم يصلح غيره ، وأو حينا إليهم فعل الخيرات ، والطاعات ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وكانوا لنا عابدين مطيعين.
طرف من قصة لوط ونوح عليهماالسلام
(وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ