تحذير وتثبيت
(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (١٠٩) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠) وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١١))
المعنى :
إذا علمت ما مضى ووقفت عليه ، وأنها سنة الله ولن تتغير فلا تك في مرية ولا شك مما يعبد هؤلاء الناس من قومك. لا يكن عندك شك في نهايتهم وجزائهم أبدا ، ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل ، فجزاؤهم في الآخرة ، وإنا لموفوهم نصيبهم على أعمالهم الصالحة في الدنيا فقط غير منقوص ، والواجب أنهم لا يغترون بما هم فيه من نعمة ورخاء فالدنيا لهم فقط ، وأما الآخرة فعذاب شديد ولا عجب في هذا. فها هم أولاء قوم موسى.
وتالله لقد آتينا موسى الكتاب وهو التوراة فاختلف فيه قومه من بعده بغيا بينهم ، وتنازعا على الرياسة الكاذبة والدنيا الزائلة ، وإنما أنزل الكتاب لجمع الكلمة ، والحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
ولو لا كلمة سبقت من ربك بتأجيل العقوبة لقضى بينهم في الدنيا بإهلاك البغاة المثيرين للفتنة كما أهلك الأمم السابقة.
وإنهم لفي شك منه مريب ، والظاهر ـ والله أعلم ـ أن الضمير يعود على قوم