لا يتكلمون بما يفيدهم ، ولا يسمعون ما يلذ لهم (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) مأواهم جهنم التي وقودها الناس والحجارة كلما أكلت جلودهم ولحومهم وعظامهم وأفنتها وسكن لهيبها بدلوا جلودا ولحما وعظما غيرها فرجعت ملتهبة شديدة الالتهاب ، وكانوا يستبعدون إعادة الحياة بعد الممات فكان جزاؤهم النار أن تعاد أجسامهم مرة ثانية ليذوقوا ويعرفوا قدرة الملك الجبار.
ذلك جزاءهم بسبب كفرهم ، وقولهم : أإذا كنا عظاما نخرة وصار جسمنا رفاتا ترابا تعود إلينا الحياة؟ ونبعث من جديد لنحاسب على أعمالنا إن هذا لعجيب.
يا عجبا لهم!! أعموا ولم يروا أن الله خلقهم وخلق السموات وما فيها ، والأرضين وما فيها من العجائب قادر على أن يخلق مثلهم (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ) [سورة النازعات الآية ٢٧]. وقد جعل لهم أجلا لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون ، ومع هذا كله فقد أبى الظالمون إلا كفورا وجحودا ، وإنكارا للبعث.
قل لهم : لو تملكون خزائن رحمة الله الرحمن الرحيم لبخلتم بها ، وأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا بخيلا.
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا |
|
إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا |
فما بالكم تطلبون آيات بعد هذه الآيات! وأنتم لا تقومون بواجب الشكر لله الذي أنعم عليكم بكافة النعم (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [سورة العاديات آية ٦].
تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً (١٠١) قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ