ألم يعلم المؤمنون جميعا أو التائبون فقط أو من كان معهم ولم يتب أن السر في هذا كله هو التوبة ، وأن الله يقبل التوبة متجاوزا عن ذنوب عباده ، ويأخذ الصدقات ويثيب عليها ويضاعف أجرها ، وقد ورد في الحديث : «إنّ الله يربى الصّدقة كما يربى أحدكم فلوّه» أى : ولد فرسه وهذا تمثيل لزيادة الأجر ، وأن الله هو التواب الرحيم.
وليس هذا الإيمان بالتمني ، ولا التوبة باللسان فقط بل بما وقر في القلب وصدقه العمل ، فالعمل هو المهم ، وهو المعول عليه.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله وسيجازيكم عليه جزاء الغنى القادر الكريم الواسع الفضل.
وسيرى العمل رسوله والمؤمنون فيؤدون لكم حقوقكم في الدنيا ، وأما في الآخرة فستردون إلى عالم الغيب الذي يعلم السر وأخفى ، ويعلم الشهادة وما حضر ، وسيجازيكم على أعمالكم كلها إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
صنف آخر من المتخلفين
(وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠٦))
المفردات :
(مُرْجَوْنَ) مأخوذ من أرجيته إذا أخرته أو من أرجأته بمعنى أخرته ومنه قيل : المرجئة. لأنهم أخروا العمل ..
المعنى :
من تخلف عن غزوة تبوك : منهم المنافقون الذين اعتذروا بغير عذر ، والذين لم