النساء شيئا ، أو هو العنين أو الممسوخ ، وهذا الاختلاف كله متقارب المعنى لا فهم له ولا اتجاه عنده إلى أمر النساء.
(أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) والمراد الأطفال الذين لم يفهموا عورات النساء ، ولم تظهر فيهم الغريزة الجنسية لصغر سنهم ، وإنما يكون هذا دون البلوغ.
وفي النهاية ختم الآية بقوله : وإياكم أيها النساء أن تضربن بأرجلكن ليعلم ما تخفين من الزينة ، والمعنى عليكم ألا تظهروا ما خفى من مواضع الزينة فيكن ، وهذه نصيحة قرآنية للنساء خالصة لهن خاصة بهن ، فإن بروز المرأة من خدرها ، وإظهار ما خفى من زينتها ، وعرضها جمالها وجلالها في السوق والشارع كان له عميق الأثر من انصراف الشباب عن الزواج ، فلقد صدق من يقول : أحب شيء إلى الإنسان ما منع.
ولسنا نقول : إن المرأة يجب أن تكون في السجن ، لا ، بل نقول لها اخرجى وتعلمي ، واقضى حاجتك ، ولكن نطالبها بالعفة ونطالبها بالمحافظة على نفسها ، ونلح عليها في ألا تبرز زينتها ، وألا تعرض نفسها على الناس فيقل طلبها واحترامها والنظر إليها.
وتوبوا أيها الناس جميعا مما تلمون به من نظر أو كلام أو اجتماع ، توبوا إلى الله وارجعوا إليه لعلكم تفلحون ، وهذا ختام جميل ، وتذييل دقيق المعنى.
ويحسن أن نذكر العورة عند الرجل والمرأة باختصار فنقول : عورة الرجل ما بين سرته وركبتيه بالنسبة للرجال والنساء المحرمات عليه ، وهي كذلك في الصلاة ؛ وعورة المرأة في الصلاة كل بدنها إلا وجهها وكفيها ، وهي كلها عورة بالنسبة للرجال الأجانب وبعضهم يقول : كلها إلا الوجه والكفين ما لم تخف للفتنة. أما المحارم فما بين السرة والركبة ، وأما مع الزوج فلا عورة معه أبدا ، ويحرم النظر إلى الفرج خاصة من كل منهما ، والأمة عورتها كالرجل ما بين السرة والركبة.
من علاج أزمة الزواج
(وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ