والموعظة الحسنة فإن أبوا وكفروا حاق بهم سوء العذاب ، ونجى الله المؤمنين ؛ فاعتبروا يا أولى الأبصار فسنة الله لا تتغير (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) [سورة الفتح آية ٢٣].
وهاكم الدليل الأخير على أن القرآن من عند الله : ذكر بعد مناقشة المشركين السابقة التي سيقت وسط الأدلة.
وكانوا يقولون : إن محمدا كاهن ، وإن القرآن كهانة تلقيها الشياطين على محمد كما تلقى على غيره فقال الله : وما نزلت به الشياطين ، وما ينبغي لهم ، وما يستطيعون إنهم عن سمع مثل هذا القرآن لممنوعون ، نعم لقد قص التاريخ أن الكهانة والكهان كانوا موجودين قبل البعثة المحمدية ، وكان الشياطين يسترقون السمع وأخبار السماء المتعلقة ببعض الأحداث الجارية في الجزيرة ، ثم يلقون بهذا إلى الكهان أمثال (شق وسطيح).
ولكن الله ـ سبحانه ـ قبيل البعثة منع هذا بالمرة حتى ضجت الجن ، وأخذوا يبحثون عن السبب (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً* وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً* وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) [سورة الجن الآيات ٨ ـ ١٠].
وإذا ثبت هذا كله ، وأظنه ثابتا في ميزان العقلاء الموفقين إذا كان هذا فلا تدع مع الله إلها آخر ، فتكون من المعذبين المهلكين ..
نصائح ربانية
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٢٢٠))