مثل كلمة الحق وكلمة الباطل
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (٢٦) يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ (٢٧))
المفردات :
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) اعتمد ووضع مثلا ، والمثل في كلامهم قول موجز سائر يملك الألباب ويأسر العقول لما فيه من تصوير رائع ودقة محكمة (ثابِتٌ) ضارب بجذوره في الأرض (تُؤْتِي) تعطى ثمرها كل وقت أراده الله لها (اجْتُثَّتْ) الاجتثاث أخذ الجثة كلها ، المراد استؤصلت (بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) أى : القول الثابت في قلوبهم المتمكن منها.
ما تقدم كان بيان مآل السعداء من المؤمنين والأشقياء من الكافرين والعصاة ، وقد ضرب الله المثل هنا للكلمة الطيبة وهي كلمة الإسلام وللكلمة الخبيثة وهي كلمة الشرك ليظهر الفرق بين الحالين ، وفي المثل إلباس المعنويات لباس الحسيات ليكون أوقع في النفس ، والعرب قديما جعلت الأمثال عيون كلامها ، وخصتها بالحكم والنوادر وشاع بينهم ضرب المثل لما فيه من التأثير على النفوس والعقول.